القوّة والجمال والمرونة
بصفتي فنانة أجد إلهاما عميقا في جوهر الأنوثة.. أنا مارينا فيدوروفا فنانة وامرأة. ومن خلال فني أستكشف أعماق معنى أن تكوني امرأة معتنقة كل جوانب هذه الهوية بإجلال وفرح.
في المقام الأول، أنا امرأة وهذه الحقيقة الأساسية في وجودي ليست مجرد مصادفة، بل هي مصدر سروري وقوتي. وفي الخطوط الملوّنة الزاهية للوحاتي، تجد الأنوثة صوتها، وعلى القماش، أنسج حكايات الأنوثة، والصلابة، والرقّة. فكلّ ضربة فرشاة تعدّ تأكيدا على القوة والجمال الذي يكمن في كونك امرأة.
وفي مسيرتي الفنية، لطالما أذهلني التطوّر المستمرّ لدور المرأة في العصر الحديث. لقد ولّى زمن كانت فيه النساء مجرد ملهمات للرجال، واليوم، كلّ منا أصبحت مصدر إلهام للأخرى. ومن خلال فني، أطمح إلى رسم صورة مثالية للأنوثة - بطلة خارقة للكمال، مستعدّة لسبر آفاق الكون. في كوني الإبداعي تحلّق النساء بحريّة غير محدودة، فيتحدّين الجاذبية وقيود المجتمع في آن معا. وسواء أكان ذلك في عبورها أرجاء الفضاء الشاسعة، أو في تجاوزها تعقيدات الحياة الأرضية، تظلّ المرأة ثابتة على هويتها، لا تلين أمام العوائق التي قد تواجهها.
وفي خضمّ روعة الأحلام الفسيحة الكونية، تحتل الأمومة مكانة فريدة في فؤادي. أنا، كأم، أتأثر بعمق بتلك النساء اللواتي يخصصن حياتهن لرعاية وتهذيب الجيل الجديد. في الضحك البريء للأطفال، أجد السكينة والإلهام، فهم يُذكّرونني بالطُهر والدهشة المتأصلة في تجربة الإنسان.
يُجسد عملي الفني "مادونا الفضاء/روبوبيبي" التلاقي بين الأمومة والتقدم التكنولوجي، إذ يمثل "روبوبيبي" اندماج المشاعر الإنسانية بالابتكار التقني، رمزا لمركّبات الأمومة المعاصرة في عصر يتّسم بالاستكشاف الفضائي والتطوّرات التكنولوجية المتقدمة.
في فنّي، أطمح إلى استيعاب جوهر الأنوثة – الحبّ غير المشروط، والإخلاص الدؤوب، والأمل غير المحدود بالمستقبل. ومع تأملي في قوة كوني امرأة، أُذكّر بالصلابة المتأصلة في كلّ واحدة منّا. رغم الابتلاءات والمحن التي قد نواجهها، نحن نثابر، مسترشدات بأحلامنا ومدفوعات بشغفنا.
ختاما، كونكِ امرأة ليس مجرّد سمة بيولوجية؛ بل هو حالة ذهنية، ومصدر إلهام، وتجسيد للروح الإنسانية اللاهزيمة. ومن خلال فني، أسعى للإشادة بطبيعة الأنوثة ذات الجوانب المتعدّدة، فأنسج حكايات القوّة والجمال والمرونة التي يتردّد صداها لدى جمهوري في شتى أنحاء العالم.
