تعلمي كيف تسيطرين على غضبكِ من خلال نصائح أخصائية
يُعتبر الغضب Anger عاطفة إنسانية طبيعية يشعر بها معظم الناس بين الحين والآخر. لكن اذا شعرتي بالغضب في كثير من الأحيان أو بشكل مكثف، فهي اشارة واضحة لتحوّلها الى مشكلة.
تُفسّر د. سينتيا روكز Cynthia Roukoz أخصائية نفسية مختصة بأمراض الجهاز العصبي neuropsychologist في American Wellness Center في مدينة دبي الطبية أن الغضب هو عاطفة شديدة تنتج عن "اللوزة الدماغية" amygdala وهي جزء من الدماغ تقع داخل الفص الصدغي من المخ أمام الحصين. اللوزة الدماغية تشكل جزءا من الجهاز الحوفي، وتشارك في إدراك وتقييم العواطف والمدارك الحسية والاستجابات السلوكية المرتبطة بالخوف والقلق وهي تراقب باستمرار ورود أي إشارات خطر من حواس الإنسان. لذا فإن الغضب يمكن أن يؤدي إلى سلوكيات اندفاعية لا يمكن السيطرة عليها.
وتعتبر د. روكز أن المشكلة الأساس هي أن للغضب المستمر أو لنوبات الغضب عواقب ضارة على صحتكِ الجسدية ونوعية حياتكِ وعلاقاتكِ.
وتتابع: تختلف الطريقة التي يُعبّر بها عن الغضب من شخص لآخر، فالأمر مُرتبط بشخصيتنا وقدراتنا الفكرية والانتباه، وخبراتنا السابقة، وغيرها. بشكل عام، هناك ثلاثة أنواع من الغضب تحدد كيفية تعاملنا مع المواقف المحبطة:
العدوانية السلبية Passive Aggressive
لا يعترف الكثيرون بأنهم غاضبون، لأنهم لا يحبون المواجهة - وهذا ما يسمى بالعدوانية السلبية. يتجلى ذلك في تصرفات عدّة من بينها اللجوء الى الصمت عندما تكونين غاضبة والتظاهر كما لو أن كل شيء على ما يرام. تنبع العدوانية السلبية من الحاجة إلى التحكم في جميع عواطفنا وسلوكياتنا.
العدوانية المفتوحة Open Aggression
من ناحية أخرى، يميل الكثير من الناس إلى الإستشاط غضبا عند الشعور بالغضب ويصبحون عدوانيين جسديًا أو لفظيًا لدرجة أنهم قد يشكلون تهديدًا على الآخرين أو حتى أنفسهم، وهذا ما يسمى العدوانية المفتوحة. يتجلى ذلك من خلال تصرفات كالقتال، والتنمر ، والإيذاء ، والصراخ، والسخرية، والنقد، وما إلى ذلك. تنبع العدوانية المفتوحة من الحاجة إلى السيطرة والسماح للغضب بالظهور من دون وضع أي قناع أو "فلتر".
الغضب الحاسم Assertive Anger
هذه هي الطريقة الصحية المثلى للتواصل والتعبير عن الغضب. الغضب الحاسم هو التعبير عن غضبكِ من خلال خطاب متحكّم به وواثق أي التحدث والاستماع والاستعداد لتكوني "مرنة". مما يعني، فهم الموقف من منظور شخص آخر ، وليس وجهة نظركِ فقط. اذاً تفكرين قبل أن تتحدثي، وتكونين واثقة من طريقة قولكِ للأشياء وتعبيركِ، والانفتاح على الآخرين. مما يعني أيضّا التحلي بالصبر، وعدم رفع الصوت وإيصال ما تشعرين به عاطفيًا، باستخدام مجموعة واسعة من "المفردات العاطفية" ومحاولة فهم ما يشعر به الآخرون. عندما تتعاملين مع الغضب بحزم، فإنكش تُظهرين نضوجكِ وتهتم بعلاقاتك وبنفسك.
كيف نتعلم السيطرة على غضبنا وتطوير الغضب الحاسم؟
" علاج إدارة الغضب" Anger management therapy
" علاج إدارة الغضب" هو أسلوب يهدف إلى مساعدتك في إدارة اليقظة العاطفية والفسيولوجية التي تصاحب الغضب. نظرًا لأنه غالبًا ما يكون من غير الممكن تغيير الظروف أو الأشخاص الذين يثيرون الغضب، يمكن أن تساعدك إدارة الغضب في التعرف على مسبباته وتعلم كيفية التعامل معها والتحكم فيها بشكل أكثر فعالية.
تحديد المحفزات والاستجابات Identifying Triggers and Responses
أولاً ، من المهم أن نفهم جيدًا ما الذي أدى الى أثار ة غضبنا في المقام الأول وتحديد كيف نُعبّر عن هذا الغضب. في كثير من الأحيان، الطريقة التي نعبّر فيها عن غضبنا تتأثّر بتجاربنا السابقة. على سبيل المثال، اعتقادي وقناعتي، استنادًا إلى تجاربي السابقة، أن الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها سماعي هي الصراخ، وإلا فسيتم تجاهلي. من المهم تطوير فهم أفضل للعوامل التي تساهم في التعبير عن الغضب؛ مسببات الغضب الحالية والماضية ، وردود أفعالك عليه، والعواقب على نفسك وعلاقاتك.
استراتيجيات لتبديد الغضب Strategies to Diffuse Anger
من المهم أيضًا التحكم في المشاعر المرتبطة بالغضب، من خلال التجنب والإلهاء في اللحظة المباشرة، وممارسة الحزم والتواصل المباشر للتعبير عن المشاعر بشكل مناسب بمجرد أن نهدأ.