الصداقة بعد انتهاء الحب .. هل تنجح
نهاية الحب ليست سعيدة دائماً، فهناك نهايات أليمة تفتك بالحب وبذكرياته الحلوة وبكل اللحظات الدافئة التي مرت خلال حياته، فقد يحدث أن يحتضر الحب رغماً عن طرفيه، وبغض النظر عن الأسباب، فالنتيجة واحدة، وهي أن الحب قد مات، ولا رجعة له أبداً، فالموتى لا يعودون للحياة مرة أخرى، وهذا ما نعلمه جميعاً، وهو ما يجب أن يسلم به طرفي الحب بعد فشل العلاقة.
الصداقة بعد الحب
يعتقد البعض ممن عانوا من الحب الفاشل أنه من الممكن أن يجدوا مخرجاً جديداً لهم تحت مسمى جديد مثل الصداقة، وهو إعتقاد خاطئ للغاية، لأن الصداقة بعد الحب أكذوبة كبيرة يضحكون بها على أنفسهم، كما أن التفكير في تكوين صداقة بعد الحب الفاشل ما هو إلا خدعة كبيرة للنفس تحرمهم من البدء من جديد في علاقة صحية ليعيشوا حياة طبيعية وهادئة، ولذلك يرى الخبراء ضرورة إبتعاد طرفي الحب عن بعضهما بعد فشل علاقتهما، وبعد إحتضار الحب ليستطيعا البدء من جديد بعيداً عن الماضي وكل تفاصيله.
كما أن الصداقة بعد فشل الحب ستظلم الطرف المحب، لأنه دائماً ما يكون هناك طرف يحب ويخلص أكثر من الطرف الآخر، وهو قطعاً الطرف الذي سيكون مأذياً بدرجة كبيراً حال تحولت العلاقة بعد فشل الحب إلى صداقة، لأنه سيظل متعلقاً بالطرف الآخر الذي يحبه، ولن يستطيع تجاوز الأمر، وسيظل أسيراً لهذه العلاقة غير العادلة، لأنه لن يجني منها إلا القسوة والألم.
ولذلك وبعد كل ما سبق، يظل الخيار الأمثل لطرفي الحب الفاشل عدم العبث بما تبقى لهما ليكملا حياتهما في علاقات حقيقية تعيش وتستمر للأبد، لذا يجب عليهما تجنب النظر إلى الخلف والمضي قدماً بقلب جديد وعقل ناضج ومشاعر متزنة لينعما بما هو آت.