نصائح لمساعدة المرأة في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم
يُعدّ سرطان القولون والمستقيم ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء وثالث أكثر السرطانات شيوعًا بين الرجال، بحسب الصندوق العالمي لأبحاث السرطان. لكن الخبراء يؤكدون في شهر مارس، شهر التوعية بالسرطان، أن بالإمكان الوقاية من سرطان القولون والمستقيم إلى حد بعيد.
وبحسب الدكتور ديفيد ليسكا، طبيب جراحة القولون والمستقيم ومدير مركز سرطان القولون والمستقيم في كليفلاند كلينك، فإن فحص سرطان القولون والمستقيم يمثل في حد ذاته "فرصة للتدخل في الوقت المناسب"، مشيرًا مع ذلك إلى أن التحسينات التي يمكن أن يجريها المرء على نمط حياته قد تساعد في منع العديد من أشكال السرطان.
ويمكن أثناء تنظير القولون، التعرف على الأورام الحميدة أو الخبيثة وإزالتها قبل أن تسبب أي ضرر، بحسب الخبير الذي أكد أنه لا يمكن منع سرطان الثدي أو الرئة أو الدماغ بالطريقة نفسها، كما لا يمكن إزالة الأورام من أي من تلك الأعضاء بسهولة إزالتها من الأمعاء الغليظة.
تزايد حالات سرطان القولون والمستقيم بين الشباب
وتظهر معظم الإصابات بسرطان القولون والمستقيم لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، لكن الدكتور ليسكا أشار لوجود زيادة حديثة في معدل انتشاره بين المرضى الأصغر سنًا، قائلًا إن الباحثين يتوقعون أن يكون مرد هذا في جانب منه على الأقل، إلى تزايد اتباع العادات الغذائية السيئة وقلة ممارسة الرياضة.
ويؤكد الدكتور ليسكا أنه إذا عانى المرء أية أعراض غير اعتيادية، مثل نزف المستقيم أو تغير في سلوك الأمعاء أو ألم في البطن، ينبغي له عدم تجاهل هذه الأعراض، بغض النظر عن سنه أو تاريخ العائلة المرضي، مؤكدًا أن النزف مثلًا "لا يحدث هكذا بلا سبب". ودعا من تظهر لديه مثل هذه الأعراض إلى زيارة الطبيب. وأضاف: "رأينا عددًا من المرضى الشباب المصابين بسرطان القولون والمستقيم والذين ربما تجاهلوا في البداية مثل هذه الأعراض أو قيل لهم إنهم أصغر من أن يصابوا بسرطان القولون والمستقيم".
5 نصائح تقي المرأة من سرطان القولون والمستقيم
شرح الدكتور ليسكا تفاصيل الخطوات الخمس التي قال إنها تساعد في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم، وهي على الشكل التالي:
- الخضوع للفحوص المنتظمة: شرح الدكتور ليسكا إن سرطان القولون والمستقيم ينشأ من ورم سرطاني أو آفة أخرى محتملة التسرطن، ويستغرق الأمر حوالي 10 سنوات حتى يتحول الورم الحميد إلى سرطاني. لهذا يسمح تنظير القولون للأطباء بالعثور على الزوائد اللحمية إن وُجدت وإزالتها قبل أن تتحول إلى مشكلة.
وأشار إلى أن تنظير القولون إجراء آمن وغير مزعج نسبيًا، يستغرق عادة حوالي 30 دقيقة إذا لم تكن هناك حاجة لإزالة أية زوائد لحمية. ويجب على المرضى البحث عن مختص بتنظير القولون من ذوي الخبرة يعرف كيفية تمييز الأورام الحميدة وإزالتها بأكثر الطرق أمانًا. وتُعد التجربة برمتها أكثر راحة مما كانت عليه من قبل، مع صيغ أفضل لتحضير المريض للفحص، بالإضافة إلى اللجوء إلى التخدير الواعي في كثير من الحالات.
وشدّد الدكتور ليسكا على أنه ينبغي للجميع الخضوع لفحص منتظم إما بتنظير القولون أو بأحد الفحوص الأخرى الموصى بها، بدءًا من سن 45، الذي يبدأ عنده خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في الإزدياد. لكن يجب على الأفراد المعرضين لخطر أكبر للإصابة بالمرض، كالذين لديهم تاريخ مرضي عائلي، التحدث إلى الطبيب حول بدء الفحص في وقت مبكر.
وأوضح قائلاً: "بوجود تاريخ عائلي، وفي عملية حسابية سهلة، علينا أن نأخذ سن أصغر الأقارب الذين أصيبوا بالمرض عندما شُخصوا بوجود زوائد سرطانية متقدمة ونطرح منه 10 سنوات، ليكون لدينا السن الذي يجب عنده البدء فيه إجراء تنظير القولون، ومتابعته كل 5 سنوات."
- إتباع نظام غذائي رفيق بالقولون: أوصى طبيب جراحة القولون والمستقيم بتناول المزيد من الفواكه والخضروات والخبز والحبوب الكاملة والمكسرات والبقوليات، لأنها تساعد على خفض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان وترتبط بعمل الأمعاء بشكل صحي. كما نصح بالحد من تناول اللحوم الحمراء واللحوم المعالجة أو ذات المحتوى الدهني المرتفع، والتي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون، مضيفاً أن الكحول أيضًا عامل من العوامل المؤدية لخطر الإصابة بالسرطان، داعيًا للحد منه أو تجنبه.
وأشار إلى دراسة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، وجدت أن اتباع نظام غذائي شبيه بالنظام الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، يرتكز على الأسماك والأطعمة الغنية بالألياف، مثل الفواكه والخضروات الطازجة، يقلّل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 43%، مقارنة بالنظام الغذائي غير النباتي.
- الحفاظ على وزن صحي: قال الدكتور ليسكا إن خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم يزداد بزيادة الوزن. وأوصى بمراقبة مؤشر كتلة الجسم بانتظام، والذي يُحتسب بقسمة الوزن بالكيلوجرام على مربع الطول بالمتر، مشيرًا إلى أن مؤشر كتلة الجسم الذي يبلغ 25 أو أعلى يمكن أن يعني إرتفاع خطر إصابة الشخص بالمرض.
- التمرن بانتظام: نصح الخبير في كليفلاند كلينك بممارسة التمارين المعتدلة لمدة 30 دقيقة يوميًا لخمسة أيام في الأسبوع على الأقل، قائلًا إن النشاط البدني يمكن أن يساعد في الحفاظ على وزن صحي ويقلل التوتر، ما قد يخفض من خطر الإصابة بالسرطان. وتشمل الأمثلة على التمارين متوسطة الشدة للبالغين الأصحاء، المشي السريع وركوب الدراجة والتنس المزدوج.
- تجنب التدخين بأنواعه: يزيد التدخين من خطر الإصابة بسرطان القولون، وفقًا للدكتور ليسكا، الذي شدد على ضرورة تجنبه تمامًا.
وفي الختام، ذكَر الدكتور ليسكا بأن "السرطان سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، ولكن يمكن الوقاية مما يصل إلى 85% من الإصابات بسرطان القولون والمستقيم أو علاجها بنجاح إذا خضع المريض المعرَض للخطر إلى فحص تنظير القولون. ويُعد شهر التوعية بسرطان القولون والمستقيم تذكيرًا مهمًا بأن خيارات نمط الحياة البسيطة يمكن أن تساعد كثيرًا في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم."