الضغط النفسي يُزيد من خطر الإصابة بالسمنة وإليكِ الحلول لتجنبه
باتت مشكلة السمنة والضغط النفسي وجهان لعملة واحدة في هذا العصر، إذ أثبتت الدراسات الحديثة أن هُناك علاقة تأثير مُتبادل بين السمنة والضغط النفسي. فالسمنة تولٌد الضغط النفسي، والأخير يُزيد من خطر الإصابة بالسمنة، أي إن كل مُشكلة تُغذي الأخرى.
أما بالنسبة للهرمونات، فإن نسبة مرتفعة من الهرمونات المسؤولة عن الضغط النفسي، تؤثر سلباً على الجسم وتجعله قابلاً لزيادة وزنه، وذلك بخلاف بعض الجينات العائلية المُساهمة في زيادة الوزن بعيداً عن ارتفاع هرمونات الضغط النفسي.
وعموماً، أكدت الدراسات الحديثة أن الضغط النفسي أحد أهم أسباب زيادة الوزن، والدليل على ذلك ميِل الكثيرات إلى تناول الطعام عند تعرُضهِن إلى الضغط النفسي، ورغبتهن الزائدة في التهام الأطعمة بشتى أنواعها في هذه الفترة والمعروفة باسم " Hyperphagie ".
وفي هذه الحالة قد تُعاني المرأة أو الفتاة من الضغط النفسي الذي يجعلها تجد مُتعة سريعة من خلال التهام الطعام، لتخفيف التوتر. وهنا لا بد الأخذ بعين الإعتبار أن المرأة التي تعيش هذه الحالة لا تدري لماذا تأكل بدون انضباط وتتناول جميع الأطعمة، ثم تشعُر بالذنب والحزن، وتدخل في دوامة ضغط نفسي جديدة ناجمة عن الشعور بالذنب لتناولها الطعام بكميات مُبالغ فيها.
وفي المقابل، قد نجد بعض النساء أو الفتيات لا يأكُلن أو يتناولن الطعام بكميات قليلة جداً ورغم ذلك يكتسبن الوزن. وعن هذه الحالة أوضحت الدراسات الحديثة أن الاشخاص الذين يعانون ضغطاً ما، يفقدون أحياناً الرغبة في تناول الطعام، وينظرون إلى الأمور بطريقة سوداوية ويعطون المُشكلة أكبر من حجمها ولا يستطيعون التعامل مع واقعهم. وهنا يُشكل الامتناع عن تناول الطعام وسيلة غير مُباشرة وهي طريقة لاواعية، للتعبيرعن حالتهم النفسية.
من هذا المُنطلق، اطلعي معنا على كيفية فك شفرة السمنة والضغط النفسي من أجل السيطرة على الوزن أثناء تعرُضك للضغط النفسي، وذلك بناء على توصيات كل من استشارية الطب النفسي الدكتورة نيفرت هاشم واستشارية أمراض الباطنة والتغذية لعلاج السمنة والنحافة الدكتورة ليلى موسى من القاهرة.
تأثير الضغط النفسي على الوزن
أوضحت دكتورة نيفرت، أن عامل الضغط النفسي يرتبط مُباشرة بزيادة الطعام لدى بعض النساء أو الفتيات، إذ أنهُن يتأثرن بسلوكهن الغذائي، ويمِلن إلى تناول الأطعمة الغنية بالنشويات والسكريات والسعرات الحرارية العالية، كونها تُساهم في تحسين مزاجِهن.
من ناحية أخرى، سنجد أن الدافع وراء الإسراف بالطعام هو دافع بيولوجي، وهو جزء من كيفية تجاوب نظامنا الجسدي للضغط النفسي. إذ إن هرمونات وخلايا الذهن تؤثر مُباشرة على سلوكنا الغذائي في فترة التوتر، وتُصاب هرمونات السعادة كالسيروتونين Serotoninبخلل في تأدية وظيفتها، فتزيد الطاقة المُتناولة من أجل الشعور بالرضا، ما يؤدي إلى زيادة في الوزن وغيرها من المشاكل كالإرهاق، القلق، الإحباط، والأرق.
علاقة الهرمونات بالضغط النفسي
في المقابل أوضحت دكتورة ليلى، أن كلاً منا يتجاوب للضغط النفسي بطريقة مُختلفة، وبالتالي تختلف معها كمية إفراز هرمون الضغط أو "الكورتيزول" في الجسم. وهنا أظهرت الدراسات أنه كلما زادت نسبة الكورتيزول Cortisolفي الدم، كلما زادت الشراهة والإسراف بتناول الطعام، خاصة السكريات البسيطة التي بدورها ترفع نسبة الأنسولين في الدم. وبالتالي ارتفاع نسبة الأنسولين في الدم قد يؤدي الى مقاومة خلايا الجسم للأنسولين، ما يؤدي الى تراكم الدهون بسبب عدم معالجة الخلايا للسكر بطريقة صحيحة.
طرق التحكم بالضغط النفسي لمنع زيادة الوزن
إليكِ عزيزتي اختيارات لأسلوب حياة صحي تُخفف عنك الضغط النفسي، بناءً على توصيات كل من دكتورة نيفرت والدكتورة ليلى، وذلك على النحو التالي:
- استمتعي بالحركة البدنية والرياضة بانتظام: فهي ترفع نسبة تحسس خلايا الجسم للأنسولين، وتُخفف من الضغط النفسي.
- اخسري الوزن الزائد بطريقة صحية: تكفي خسارة 10% من الوزن الزائد لتحسين أداء خلايا الجسم.
- اختاري الأفضل من مجموعة النشويات: تجنبي السكريات البسيطة واجعلي خيارك يقع على الحبوب الكاملة، وخبز القمح الكامل الغني بالمعادن والفيتامينات.
- تناولي مصادر الدهون الغذائية الصحية: أي الدهون غير المُشبعة كالموجودة في زيت الزيتون، ومصادر الأحماض الدهنية الأوميغا 3 مثل الأسماك وبعض المكسرات.
- اتبعي نظاماً غذائياً متوازناً منوعاً وقللي من تناول الحلويات: تناوليها فقط من وقت الى آخر وليس كجزء أساسي في نظامك الغذائي.
- تحكمي بالضغط النفسي وخذي قسطاً وفيراً من النوم: إن قلة النوم ترفع نسبة الكورتيزول في الدم الذي يدفعكِ إلى التهام المزيد من الطعام وتراكم الدهون. فانتبهي لذلك.
- انتظمي في ممارسة رياضة المشي: فهى أفضل رياضة لتخفيف التوتر والضغط النفسي في أسرع وقت، إذ يقوم الجسم بفرز ال Endorphins، أي هرمونات "السعادة" في الجسم.
- قومي بتمارين التنفس: ومارسيها بانتظام، فقد أثبتت الدراسات المُتطورة مدى أهميتها في تخفيف الضغط النفسي.
- تكيَفي مع أي حالة ضغط: ولا تُضخمي من حجمها، وانظري إلى التجارب الحياتية من منظار مختلف يبعث فيك التفاؤل والقدرة على مواجهة الصعوبات مهما كانت الظروف المُحيطة بكِ.
- رفهي عن نفسك من وقت لآخر: فأنتِ تستحقين التغيير وكامل الإهتمام بنفسك.
- غيَري من عاداتك اليومية: واستغلي أوقات فراغك في اكتساب مهارات جديدة تُعزز ثقتك بنفسك.
- لا تخجلي من طلب المُساعدة، وبادري لطلب دعم المُقربين إلى قلبك أو المعالجين النفسيين المُختصين لوضع خطة علاجية مُحكمة تُساهم في تطوير قدراتك للتخلص من الضغط النفسي وبالتالي منع زيادة وزنك والإصابة بالسمنة المُفرطة على المدى الطويل.