أهداف السنة الجديدة وتقييم حياتنا في العام الماضي
منذ سنة 2020، شهدنا الكثير والكثير من الأحداث الخارجية والتحولات العميقة الخارجية في العالم والداخلية في أنفسنا. وما زالت هذه التغيرات مستمرة على الصعيد الجمعي العالمي والفردي. ومع بداية كل عام، نتطلع بشغف وترقب كبيرين لتحقيق أحلامنا وطموحاتنا التي تكبر معنا لكنها لا تخمد إلا قليلاً.
وتزامناً مع نهاية العام الحالي وبداية العام الجديد وحول أهداف السنة الجديدة وتقييم حياتنا في السنة الماضيةتوجهنا بالسؤال إلىمستشارة علم النفس الشمولي نوفّ زارع لتفيدنا بكيفية القيام بهذا الأمر، فقدمت لنا المحتوى التالي.
أهداف السنة الجديدة وتقييم حياتنا في العام الماضي
بدأت المستشارة نوف زارع قولهابـ: "البعض منكم شهد ظاهرة التطرف والمبالغة التي أصبحت ظاهرة عادية، مثل التطرف في المشاعر، الآراء والمعتقدات، والسلوكيات؛ وأقصى حالات التطرف تضاربحجم الصحيح والمغلوط في المعلومات المطروحة في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي. والذي استطاع منكم أن يستوعب ويقرأ ما بين سطور هذا الكم الهائل والزخم من التغيرات والتحولات" دخل في زمرة الوعي."
وأضافت: "فالوعي الآن هو المفتاح والباب والطريق لإكمال هذه الرحلة للوصول لأمان الإيمان بأن الله لا يُغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. فكل ما شهدنا عليه متعلق بتطهير كل مالا ينتمي للذبذبات العالية من حب مطلق، وسلام، وحيادية، وتقبل، وشجاعة، وصدق، وتسليم، وتمكين."
وتابعت: "كل هذه الترددات العالية تُعتبر نداء من السماء للوعي والافاقة والعيش وفقا للتوازن مع الارض ومع الطبيعة التي خُلقنا فيها. فالكثير منكم ايضا شهد ومازال، تغيرات في العلاقات الشخصية، في المال، وفي الإدراك. فقد مرَ على إدراكنا للعالم الخارجي حالات من الضبابية أو حتى انعدام الرؤية وهذا بسبب تلبيس الجهل الذي هو أصل الشر والذي هو أصل خلط الحقائق بالأوهام ترتيب فوضى الاباطيل. وهذا أيضا ينطبق كذلك على إدراكنا لأنفسنا بأنوارها الربانية وجوانبها المظلمة المبرمجة على القيود والأفكار التي تحد من ازدهار الكيان الإنساني."
لذلك في هذه السنة، علينا أننسأل أنفسنا أولا وقبل كل شيء عن الدروس التي تعلمناها من كل حدث، أو شخص عبر في حياتنا. ولنعمل جردة لما أنجزنا وحققنا ولما تبقى لنا من الانجازات وتحقيق الأهداف على كل المستويات. وفي السنة القادمة لنصمم على وضعأهداف قوية وواضحة تملأ ذبذباتها العالية كل جزء في هذا الكون الشاسع وفي الأكوان الموازية وتملأ الأرض أولا وقبل كل شيء، تنصحك زارع.
وشددت مستشارة علم النفس الشمولي على الآتي: "لننوي التمكين في سنة 2023 الآن قبل أن تشارف 2022 على الرحيل تماماً، ولنُطلق نية التمكين من أنفسنا، لنتمكن من فهم أنفسنا البشرية بعقلها، مشاعرها، جسدها، وروحها؛ولنتمكن من إدراك هذا النسق البشري المعقد وتحويل المعقد الى سهل ويسير،ولنتمكن مما نحن عليه اليوم ولما سنكون عليه غداً. ولنتمكن من سيادة مشاعرنا ومراقبة أفكارنا وتجلي ما نريد."
"ولنتمكن من أداء مهماتنا في هذه الأرض وأعمارها وإعادة بنائها من خلال إعمار وإعادة بناء أنفسنا جسديا نفسيا وروحانيا. أرجو لكل من يقرأ هذه الكلمات سنة مليئة بالحب الحقيقي والوفرة التي لا تنضب والوضوح في الرؤية وتحقيق الأهداف؛ وأخيرا وليس آخرا التحصن بالتمكين من النفس وادارة الحياة الجديدة القادمة!" ختمت زارع قائلة: "لنعش في العالم الجديد بنية الحب والاعمار والازدهار."
أسئلة مهمة متعلقة بالتمكين النفسي تسألينها لنفسك عند وضع أهداف سنة 2023
بعدما عرضت علينا زارع كيفية تحديد أهداف السنة القادمة، تقدم لنا أيضاً بعض الأمثلة على الأسئلة المتعلقة بتمكين الذات والتي تحتاج حباً ووقتاً وصبراً وتدبراً مع الذات، وأهمها:
- ماذا تريدين وترغبين به بالفعل خلال العام الجديد؟
- هل ما تريدين وترغبين به يجعل قلبك يرقص فرحا؟
- هل ما ترغبين به يتوافق مع طفلك الداخلي؟ أم هو يعبر عن مرحلة لازلت عالقةفيها في وقت مظلم من طفولتك؟
- هل ما ترغبين به يتوافق مع مصلحتك العليا وخيرك الأعظم؟
- ماذا سيحصل لك إن حققت ما ترغبين به؟
- هل مشاعري وأفكاري متفقة مع رغبتي؟
- كيف أجعل مشاعري وأفكاري متفقة مع رغبتي؟
- ماهي الخطوات التي سأتخذها لتحقيق رغبتي وهدفي؟
- هل أشعر باستحقاق للحصول على رغبتي ولماذا؟
ختاماً، تأتي السنوات الجديدة من حياتنا كهبة من الله لنا للإستمرار بالعيش والتقدم وتحقيق الذات، لذا احرصي عزيزتي القارئة على وضع أهداف سامية وجميلة ترتقي بذاتك خلال العام القادم وتساعدك على تحقيق ما فات من أحلام وطموحات مخبئة داخلك.