من قلبي سلام لغزة.. فلسطينيات مُلهمات برسائل من القلب إلى فلسطين والعالم
لأول مرة تخونني الكلمات وأعجز عن التعبير عن شعوري، فمنذ أسابيع توقف الزمن وتجاوزت الحروف والجمل مهمتها في التعبير. منذ ذلك اليوم، في قلوبنا ألم عميق لن تستطيع الكلمات وصفه بالكامل. وفي هذه اللحظات الصعبة، أتذكر أغنية السيدة فيروز من قلبي "سلام لبيروت"، وبالإذن من الشاعر، أقول من قلبي "سلام لغزة". لن أطيل، فبالفعل، لا كلام يمكن أن يعبر بما فيه الكفاية عن المأساة والفاجعة في غزة. سأترك المجال أمام نساء فلسطينيات مُلهمات لتوجيه رسائل من القلب الى فلسطين والعالم، علنا نُخصص صفحات أعدادنا القادمة للإحتفال بالسلام والحياة.
دانا عبد الهادي مؤسسة وكالة EXPOSE COMMUNICATIONS
لو طلبنا منك وصف الوضع الحالي في غزّة وما يمر به أهلها، ماذا تقولين؟
نشاهد الآن إحدى أقبح الجرائم المرتكبة في عالمنا، كارثة من صنع الإنسان، شيئا لا يمكن لأي شخص أن يفهمه. حرمان الناس من حقوقهم البشرية الأساسية عمل همجي غير إنساني؛ وإن سجن العالم كلّه في موقع يراقب منه فقط، ولا يستطيع إيقاف ما يجري على الأرض قد صدم الجنس البشري بأكمله. من ناحية أخرى، أذهلني مدى اتّحاد العالم في وجه هذه القوى الشريرة. يلتقي أفراد من مختلف الأديان والخلفيات في كل أنحاء العالم، ويقفون معا، ويسيرون في الطرقات ويطالبون سلميا بحصول الفلسطينيين على أبسط حقوقهم. هو أمر رائع! وقد أعطى مجال التواصل الاجتماعي صوتا لكل شخص، على الرغم من الرقابة والحظر اللذين نراهما، ويبرهنان لنا نجاح تأثيرنا إلى درجة أن العدو يحاول إسكاتنا. لم يعد العالم أعمى بسبب الإعلام الغربي والترويج الزائف.
كيف ينخرط الانتشار، بمن في ذلك أنت، في دعم الجهود الإنسانية في غزة؟
إن كل إجراء نتّخذه مفيد للشعب الفلسطيني الذي يحتاج إلى كل شكل من أشكال المساعدة: التبرعات بجميع الوسائل، ومقاطعة العلامات التجارية الداعمة للنظام القاتل، وتوجيه الأطباء ودعم من هم موجودون على الأرض، والتواصل مع الممثلين السياسيين، ومطالبتهم بوضع حد لجرائم الحرب المرتكبة. كلها وسائل دعم، وخطوات فعالة، وأسس مسار التغيير.
أي نداء أو رسالة توجّهين للعالم فيما يخص وضع غزّة؟
عبّري عن رأيك عبر أي منصة متاحة لك، وافعلي أي شيء في وسعك، لتكوني على الجانب الصحيح من الإنسانية والتاريخ.
ما رسالتك إلى الشعب الفلسطيني؟
أن تكون فلسطينيا شرف مطلق. نحن شعب فخور يتمتع بكرامة كبيرة وقدرة هائلة على الصمود. إن تاريخنا وأصلنا وصلابتنا وأخلاقنا وتقاليدنا محفورة في دمائنا وجذورنا وقلوبنا، ولن نتخلى يوما عن أرضنا حتى تتحرر فلسطين. إلى هؤلاء الناس في غزة والضفة الغربية والعرب الذين يعيشون على أرضنا المسروقة التي تسمى إسرائيل، ثقوا بما سيأتي في الغد. نحن نسمعكم ونراكم، ونحن معكم. فلسطين لن تنتهي أبدا، بل إننا فقط في صدد استعادة حرّيتنا.
هيفاء بسيسو صانعة محتوى ومقدمة برامج
كيف تصفين الوضع في غزة؟
لوضع الحالي في غزة مختلف عن أي شيء عشناه من قبل، وكَوني غزاوية وفلسطينية ترعرعتُ وأنا أسمع عن الحروب والأخبار دائما على التلفزيون في صالوننا. فهي الطريقة التي نشعر من خلالها بأننا ما زلنا مع بلدنا وناسنا ونطمئن عليهم. لكن هذه المرة كانت بمستوى مختلف، فالألم أكبر بكثير، والقنابل أكثر بكثير، وقد صُدم العالم كلّه برؤية إبادة جماعية وهجوم غير أخلاقي أمام عيوننا. في الهجرة، نشعر بألم كبير، ولا سيما لأن لدينا أهلا في غزّة. القنابل ليست وحدها الموجعة، بل أيضا الصدمة النفسية، وغياب الطعام، والرعب، والأصوات. حتى نحن الموجودين في الخارج نعاني من الكوابيس، ولا نشعر بأي راحة. لن نرتاح ولن نستطيع التنفس جيدا من جديد إلّا حين يتوقف القصف، ونعيد إعمار البلاد. لم أتق يوما للذهاب إلى فلسطين وغزة، كما أتوق اليوم.
الدعم العالمي للفلسطينيين لمسناه جميعا، كيف شاركت شخصيا؟
ساعدنا كثيرا من خلال نشر المحتوى على "إنستغرام" على الرغم من الخطر الذي هدّد حساباتنا وصفحاتنا، وعلى الرغم من القمع المعروف باسم "شادو بانينغ"، والذي أعرف عنه وأتعرض له منذ سنين. لكن الخوف والتردد لم يمنعاني من الكلام على الرغم من أن بين متابعي حسابي أجانب ومشاهير. وهناك طبعا التبرعات، والضغط السياسي الذي نجمع فيه أصواتنا ونوصلها إلى الحكومات حتى يوقفوا القصف.
ما رسالتك الى العالم؟
أطلب أولا من كل من يشاهد أحداث غزة اليوم، أن يعرف غزة أولا، وما هي غزة، وأن يفهمها بالشكل الصحيح. أهلها كرّسوا حياتهم لقصة كفاح وقوة، فلنستمدّ منهم قوّتنا، ولنصمد في دعمهم. نحن المقيمون في الخارج وسط كل هذا "الدلال" لن نقبل أو حتى نتحمّل ما يمر به أهل غزّة. فلنواصل الحديث عن هذا الموضوع حتى يرفع كل شكل من أشكال الحصار، فإذا كان هناك شيء إيجابي واحد من هذه الحرب بعد كل هذا الألم، فسيكون فرض قوانين جديدة تفتح أبواب السجن المفتوح. لكن من غير العادل أبدا بقاء الوضع على حاله.
كلمة توجهينها لفلسطين؟
رسالتي للشعب الفلسطيني أن يبقي رأسه مرفوعا وأن يظل صامدا وفخورا بنفسه وتاريخه وأسلافه وأجداده الذين ضحّوا بحياتهم كي نصل إلى حيث نحن اليوم. وأتمنّى أن نتمسك برؤية فلسطين المتحررة المشهورة بتجارتها وعلمها وشعرها وجلساتها الشاطئية.. أعرف أننا نمر بألم واضطهاد كبيرين، ليس فقط في غزّة، بل مع كل القيود على أرضنا من مشكلات في الجوازات والحواجز العسكرية والرقابة والقمع، وكل تلك الأشياء، لكن كلّي أمل في تغيّر هذا الواقع قريبا بإذن الله.
دانة العرابي مدوّنة متخصصة في الموضة وأسلوب العيش
كيف تنظرين الى الوضع في غزة؟
الوضع في غزة مأساة تفوق الوصف، وما يحدث الآن إبادة جماعية لكل أهل غزة. ما ذنب الأطفال الذين فقدوا أهاليهم جرّاء العدوان؟ ما ذنب الطفل الجريح الذي ليس له أم أو أب يواسيه في ألمه؟ أتمنّى أن أحتضن كل هؤلاء الأطفال، وأعانقهم، فأمسح عنهم دمعة الحزن والألم، وأعوّضهم عن الخوف والرعب اللذين يعيشونهما.
بصفتك فلسطينية مقيمة في الخارج كيف شاركت بدعم شعبك؟
أشعر للأسف بأننا، ومهما فعلنا، مقصّرون في حقّهم. بصفتي فلسطينية مقيمة في الخارج، أحس اليوم بالعجز والقهر. نحاول أن نشارك بكل شيء نقدر عليه، وننشر مجازر الاحتلال في حق الأطفال والأبرياء في غزة، ونسلط الضوء على قصصهم ومعاناتهم. نحاول جميعا أن ندعم أهل غزة عبر التبرع مع حملات دولة الإمارات: "تراحم - من أجل غزة" .
أي نداء أو رسالة توجّهين للعالم فيما يخــــــص وضع غــــزّة؟
سأكرر ما أقوله دوما: ليس عليك أن تكون فلسطينيا، وليس عليك أن تكون مسلما لتدعم أهل غزة، عليك فقط أن تكون إنسانيا!
ماذا توجهين الى الشعب الفلسطيني؟
للشعب الفلسطيني وأهلنا في غزة، أقول: أنتم شعب ليس هناك أقوى منه؛ نحن نتعلم منكم الصبر والشجاعــــــة والإيمــــــان. أنتـــــــم شعب جبار، وقد علّمتم الناس جميعا معنى الاتحاد. إنكم شعب الفخر! ورسالتي إلى جميع الناس: لا توقفوا النشر، لا تتوقفوا عن مشاهدة أخبارهم، ولا تتعبوا من مشاركة الناس كل ما يحصل والمجازر بحق الناس الأبرياء. أمنيتي أن أجمع جميع أطفال غزة الذين فقدوا أهاليهم في بيت يوفر لهم الأمن والسلام والحنان. وأدعو الله أن يسخر لي من يساعدني في تحقيق هذه الأمنية.
داليا العلي رائدة أعمال ومصممة أزياء ومؤسسة دار "دي باي داليا"
ما يحصل في غزة يتخطى العقل والخيال، كيف تقيمين الوضع؟
الوضع في غزة للأسف غير صالح للعيش، من دون مياه ولا كهرباء، ومع قصف يومي حتى الآن دون توقف. يعيش أهلها في سجن مفتوح لا يُسمح لهم بالخروج منه، ولا العيش فيه.
شاركت بفعالية بدعم الشعب الفلسطيني. اخبرينا عن الأمر.
ننشر ونشارك الفيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي، وننظّم حملات تبرّع لنساعدهم قدر الإمكان. أطلقتُ بنفسي حملتين من أجل جمع الأموال لمؤسسة "الأجنحة الصغيرة" LITTLE WINGS.
أي نداء أو رسالة توجّهين للعالم فيما يخص وضع غزّة؟
طالبوا بوقف النار، وأوقفوا الإبادة الجماعية في فلسطين. ما من طفل يستحق الموت؛ ما من طفل يستحق أن يعيش هذا الألم وهذه الحياة المأساوية.
في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون، ما رسالتك لشعبك؟
ابقوا صامدين وأقوياء. نحن كلّنا معكم، لن نترككم ولن ننساكم.