الإبداع والخبرة الحب والشغف
منحتني مجلتكم ومقالاتك المشجعة قدرا كبيرا من القوة والثقة بالنفس، فواجهت والدي بكل أدب ومحبة، معلنة أنني لن أقتل إبداعي وطموحي وأدرس وأعمل في تخصص لا أطيقه. وصممت أذنيّ عن دعوات القريبين مني بأن التخصص الذي أريده صعب، وأن العمل به شاق، والطريق أمامي مليء بالأشواك ولن أنجح فيه، لكنني لم أستمع إلا لعقلي وإيماني بنفسي، ودرست التخصص الذي أحبه ونجحت. وأنا الآن، والحمد لله، ناجحة وفي منصب مهم، ويعتبرونني من المبدعات في مجالي..
لا أستطيع أن أصف لك سعادتي، وسعادة والدي وأسرتي بما حققته وأحققه، لقد خرجت يا أستاذتي الكريمة من هذه التجربة بكلمات أود أن أنقلها عبرك إلى المرأة في كل مكان: لا أحد يستطيع قتل إبداع وطموح امرأة لا تريد قتل إبداعها وطموحها بنفسها."
أحببت أن أبدأ مقالتي لهذا العدد الخاص عن الإبداع بهذه الرسالة التي وصلتني من شابة سعودية مبدعة حققت أحلامها، لأنها آمنت بنفسها، وبإمكانياتها. وكم أنا سعيدة وفخورة بأن مجلتنا ألهمتها، وساعدتها في رسم مستقبلها، وسعيدة أيضا لأنني ألمس يوما بعد يوم أن "هي" تسير في طريقها الصحيح، وأنها صوت المرأة العربية وصورتها، تعبر عن همومها، وتشجعها على النجاح، وتقدم لها كل ما تريد في مختلف المجالات. وهذا ما يحمّلنا كأسرة تحرير المزيد من المسؤولية، وفي الوقت نفسه يلهمنا ويدفعنا إلى المزيد من العمل، والبحث عن تجارب إبداعية جديدة في مجال باتت فيه المنافسة شديدة.
ولأنني أؤمن بأننا نعمل في قلب عالم باهر تعيش فيه وتنمو وتتطور كل ألوان وأنواع الفنون بأنامل المجتهدين والملهمين والمبدعين، عالم تتنافس فيه أهم دور الجمال والمجوهرات والأزياء العالمية على إرضاء زبائنها، نبذل أنا وفريق "هي" قصارى جهدنا لنختار ونقدم لكم أفضل وأرقى وأجمل ما يحفل به جديد هذا العالم.
وأود هنا أن أعترف لكم، بأننا مع كل تجربة إبداعية جديدة تقلقنا النتائج، لكننا في النهاية نكتسب المزيد من الخبرة والشجاعة والقوة. متمنية مع نهاية 2023 وبداية فجر جديد في 2024 أن ينال رضاكم وإعجابكم كل ما نقدمه لكم في مطبوعتنا، وما نعمل عليه بحب وشغف في موقعنا الإلكتروني، وكل وسائلنا للتواصل الاجتماعي، وكل عام وأنتم بخير.
من أسرار النجاح أن نضع قلوبنا وعقولنا وذكاءنا وأرواحنا في أبسط وأصعب الأشياء التي نفعلها.