تعافوا ونقلوا تجاربهم لمحبيهم.. مشاهير نجحوا في الإفلات من براثن مرض السرطان
يبدو أن المرء منا لا يدرك مكامن قوته وما يمكن لجسده أن يفعل من معجزات، إلا عندما يواجه الخطر.. سواء المتمثل في المرض أو مخاطر حياتية أخرى مثل الحروب وغيرها.
ولعل مرض السرطان هو من أكثر التحديات التي يواجهها الإنسان في عصرنا الحديث؛ حيث ما زال الطب عاجزًا ليومنا هذا، عن التوصل إلى علاجٍ ناجع ونهائي لأمراض السرطان التي ما زالت تفتك بأجساد وأرواح الملايين حول العالم. وعلى الرغم من هذه النهاية الحزينة لبعض مرضى السرطان، إلا أن العديد نجحوا في الإفلات من براثنه وتعافوا بشكل تام من الأورام السرطانية؛ وباتوا أمثولةً حية على التحدي والصبر للوصول إلى نهايةٍ سعيدة بعد تشخيص الإصابة بالسرطان.
منهم المشاهير الذين لم يرحمهم هذا المرض، واختارهم كما اختار الناس العاديين؛ ليقلب حياتهم رأسًا على عقب، ويضعهم في مواجهة خطر الموت في حال الاستسلام وعدم الخضوع للعلاجات المناسبة. وقد نجح الكثير من هؤلاء المشاهير في تخطي محنة السرطان والخروج منها بأقل الخسائر، وعمدوا لنقل تجاربهم إلى محبينهم للتأكيد على ضرورة الفحص الدوري والكشف المبكر الذي يساعد في الشفاء من هذا المرض الخبيث.
بمناسبة يوم السرطان العالمي الذي يصادف اليوم الرابع من فبراير من كل عام؛ نقدم لكِ عزيزتي لمحةً عن أبرز المشاهير الذين تحدوا مرض السرطان وتعافوا منه.
مشاهير انتصروا على السرطان
لا بد من الإشارة إلى أن مرض السرطان هو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد توفي 10 ملايين شخص تقريبًا في عام 2020 بسببه، وهو ما يعادل وفاةً واحدة تقريبًا بمرض السرطان من أصل كل 6 وفيات. وفي عام 2021، تجاوز العالم عتبةً جديدة لهذا المرض؛ حيث تمَ تشخيص ما يُقدَر بنحو 20 مليون شخص بالسرطان، وتوفي أيضًا 10 ملايين شخص تقريبًا. ومع ذلك، يمكن علاج جميع أنواع السرطان، كما يمكن الوقاية من العديد منها أو الشفاء،في حال كُشفت حالاته وعُولجت مبكرًا.
كما فعل العديد من مشاهير الفن حول العالم، ممن تداركوا الإصابة بالسرطان في مراحله المبكرة، وقاموا بكل ما يلزم من علاجات ومتابعة للتخلص من عبء هذا المرض. ومنهم الأسماء التالية..
أليسا
الفنانة اللبنانية أليسا، التي تحدثت في وثائقي خاص بها تمَ عرضه مؤخرًا على "نيتفلكس" بعنوان It’s Ok (وهي العبارة الشهيرة لصاحبة الأداء الرومنسي)؛ عن تجربتها المريرة والصعبة مع مرض السرطان، لكنها اختارت استخدام خبرتها لرفع مستوى الوعي حول المرض داخل المجتمع، مؤكدةً على أن الدعم النفسي من العائلة والأصدقاء لمرضى السرطان، مهمٌ للغاية في مساعدة الأفراد للتغلب على تحديات المرض.
وقد شاركت أليسا في فعاليات معرض الصحة العربي الذي عُقد أواخر الشهر الماضي في دبي؛ حيث قامت من داخل جناح مدينة برجيل الطبية في المعرض، بقرع جرس (مبادرة الحياة). وتُعتبر ظاهرة قرع الجرس في العُرف الطبي، مؤشر خيرٍ يقوم به المرضى بعد انتهاء رحلة علاجهم، ورمزًا للشفاء والتعافي الكاملين؛ لتصبح المطربة إليسا عبر هذه المبادرة، مصدر إلهامٍ للمرضى الذين تمَ تشخيصهم مؤخرًا بالسرطان.
زهرة الخرجي
الممثلة الكويتية، مثالٌ آخر على التحدي والصبر يُحتذى به. وقد تعافت زهرة الخرجي من مرض السرطان بعد صراعٍ مرير لمدة سنتين، بإرادتها لكسر هيبة هذا المرض، وبدعمٍ واسعٍ وكبير من زوجها وأهلها وأصدقائها وجمهورها. وخلال مشاركتها في أحد مؤتمرات التوعية ضد سرطان الثدي، فاجئت الخرجي الحضور بإزالة شعر رأسها؛ وقالت أنه بالرغم من الألم الجسدي وتساقط الشعر اللذين عانت منهما بسبب العلاج الكيميائي، إلا أنها تحملت وتعلمت الصبر والإيمان خلال هذه المحنة. ودعت النساء لإجراء الفحوص الطبية اللازمة للتصدي لهذا المرض في مراحله المبكرة.
أنجلينا جولي
قد تكون هذه النجمة العالمية، من أكثر مريضات سرطان الثدي قوةً وإلهامًا للناس؛ فهي لم تُصب بالمرض لكنها اكتشفت أنها تعاني من تحوَرٍ في جين BRCA1 الذي يكشف عن مخاطر عالية للإصابة بالسرطان في المستقبل. وبما أن لديها تاريخٌ عائلي للإصابة بالمرض من ناحية والدتها التي توفيت مبكرًا بالسرطان، فقد قررت الممثلة الأمريكية والناشطة أنجلينا جولي الخضوع لجراحةٍ وقائية لاستئصال ثدييها. وتحدثت بمنتهى الصراحة عن هذا القرار الذي سيحميها، وحثَت بقية النساء على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمعرفة ما إذا كنَ عرضةً لمخاطر مماثلة.
شريهان
أيقونة المسرح والإستعراض وملكة الفوازير؛ الفنانة المصرية الشاملة التي ظهرت موهبتها في عمر صغير، لم تسلم هي الأخرى من براثن المرض الخبيث. فقد أُصيبت عام 2002 بسرطان الغدد اللعابية، أحد أشرس أنواع السرطان وأكثره ندرةً؛ فما كان من شريهان إلا أن غابت عن جمهورها لبدء رحلةٍ طويلة من العلاجات، عانت خلالها من اختلالٍ في الوزن بسبب المرض وعلاجه. ليس ذلك فحسب، بل أن ملامحها كانت عرضةً للتغير ما جعل جمهورها ومحبينها لا يعرفونها في الوهلة الأولى بعد عودتها للظهور فور انتهاء رحلة العلاج.
عُرِفت شريهان بمقاومتها لمرض السرطان، والذي اكتشفت إصابتها به يوم تسلَمها جائزة أحسن ممثلة في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي. وكان سرطان الغدد اللعابية قد اخترق جسدها؛ لكنها خضعت لجراحاتٍ عدة لاستئصال الورم في فرنسا، وشاركت محبينها تجربتها على مدار السنوات.
نجوى ابراهيم
الإعلامية المصرية المعروفة، أعلنت أواخر العام الماضي عن إصابتها بمرض السرطان وتعافيها منه بعد فترة مرض 4 أشهر. وأعربت ابراهيم عن سعادتها لبدء حياةٍ جديدة وسط محبينها وجمهورها.
بسمة وهبي
ليست نجوى ابراهيم الإعلامية الوحيدة التي واجهت مرض السرطان؛ فقبلها أصيبت الإعلامية المصرية بسمة وهبة بسرطان الثدي، لكنها تعافت منه وعادت لمزاولة عملها. وفي خطوةٍ جريئة كخطوة زهرة الخرجي، ظهرت وهبي ضيفة في أحد البرنامج الإعلامية وهي ترتدي شعرًا مستعارًا، كنوعٍ من التحدي لمرض السرطان.
حورية فرغلي
لم تكن العمليات التجميلية هي أكثر ما عانته الفنانة المصرية؛ بل إنها وقعت أيضًا في براثن مرض السرطان. حيث تمَ تشخيص إصابتها بسرطان الرحم في مرحلة سابقة، ما اضطرها لاستئصال الرحم نهائيًا وحرمانها من إنجاب الأطفال. لكنها كباقي المشاهير ممن أصيبوا بمرض السرطان، أبدت قوةً وبسالة وإصرارًا على متابعة الحياة بالرغم من حجم هذه المعاناة على جسدها ونفسيتها.
دينا حايك
جميلةٌ من جميلات الفن اللبناني، لم يرحمها سرطان الثدي هي الأخرى؛ لكنها لم تستسلم، وقامت بما يلزم للتعافي والشفاء من هذا المرض الأكثر شيوعًا بين النساء. وخضعت حايك لجلساتٍ مطولة من العلاج في مواجهة المرض الذي كان قد وصل لديها لمراحل متقدمة. وخلال رحلة العلاج، تضامن جمهور دينا حايك معها بقوة، متمنين لها الشفاء والبقاء قويةً كما عهدوها. وهي بدورها، لم تتوانَ عن مشاركة تجربتها مع الجمهور من خلال العديد من الإطلالات التلفزيونية والإذاعية، داعيةً النساء إلى الفحص والكشف المبكر عن السرطان، لضمان التعافي بشكلٍ أسرع وأكثر فاعلية.
منى مجدي
مطربةٌ سودانية شابة، تتمتع بروحٍ عالية وحبٍ للحياة؛انضمت منذ عامين لقائمة نجمات الفن المصابات بسرطان الثدي، حيث كشفت عن حالتها الصحية بمنشورٍ قصير قالت فيه: "انضممتُ لكثيرٍ من نساء بلادي المصابات بداء سرطان الثدي المحاربات، القويات، القادرات." وأضافت: "بكل الإيمان أتقبلُ ابتلاء ربي وقدَر الله ماشاء فعل.. رجاء محبة لكل النساء عليكم بالكشف المبكر والحمد لله والشكر لله على كل حال."
المطربة الشابة لم تُضع الوقت في التحسر على حالها، بل سارعت للعلاج والمشاركة في عدة حملات توعية عن المرض؛ إضافةً إلى مشاركتها في حملات دعم الأطفال من ضحايا مرض الأورام الخبيثة من حملة "جوانا أمل"،وقدمت حفلًا موسيقيًا بعنوان "على قدر المحبة" بعد قص شعرها بالكامل بمشاركة كورال كلية الموسيقي والدراما.
في الختام، وبمناسبة يوم السرطان العالمي؛ لا يسعنا سوى تشجيع جميع النساء على اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية أنفسهنَ وأحبتهنَ من مرض السرطان، وذلك بالخضوع للفحوصات الدورية التي تكشف عن المرض في مراحل مبكرة، وتُسهم في تعزيز التعافي السريع والعودة للحياة الطبيعية في وقتٍ قصير.