النجمة عبير نعمة تكتب لـ"هي": من أجل السلام والإنسانية
بقلم المطربة اللبنانية عبير نعمة
الموسيقى هي اللغة التي سافرت بي إلى كل بقاع الأرض وسحرتني.
كما أنها سكنتني وسكنتها، لتصبح بذلك لغتي وبيتي، إنها الهوية الثقافية التي ينبثق منها إرثنا الحضاري، وبها يقاس رقي الأمم وتنوعها.
وأؤمن بأهمية التجديد والتقدم المستمر والحوار مع الآخر، لتعزيز التنوع والتواصل مع الاعتزاز في الوقت نفسه بالأصالة، وأؤمن على هذا النحو بوقع الموسيقى وقوتها وقدرتها على كسر كل الحواجز. بها أعبر المسافات والوقت، فهي اللغة التي تجمع العالم. هي لغتي التي أخاطب بها كل إنسان في كل بقاع الأرض.
فعلى كل مسرح أغني باسم المحبة، للسلام والإنسان علّني أحدّث فرقا وأترك بعضا من الجمال.
ولأن الموسيقى هي التعبير الأصدق في كل المواقف والظروف، أحمل صوتـي وأغني، ليكون لي في كل بلد قصـــة، وفي كل زاوية أغنية.
الموسيقى ليست فقط للترفيه..
دور الفن في الظروف العصيبة يكمن في توسيع الأمن والأمان والمحبة..
الفن هو غمرة دافئة تشبه حب الأم وحضنها في لحظة الألم.
الحرب قادتني للفن والحب. ودورنا نحن الفنانين هو أن نوسّع المخيّلة، ونربّي الأمل ضد اليأس، والجمال ضد القبح، والحياة ضد الموت.
وعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة، فأحبـوا الأرض، وأحبّـــوا!
على أمل أن نحول هذا الألم في يوم من الأيام إلى أغنية تبلسم جراحاتنا.
في هذه الظروف الكارثية، حيث الشعور بالعجز هو سيد الموقف، لا بد أن تصدح الموسيقى، ويعلو صوت الغنـــــاء من أجل السلام والإنسانية جمعاء. أومن بأن الموسيقى هي رفيقتنا الدائمة، وفيها ومن خلالها التعبير الأصدق في كل المواقف والظروف.. فلنخبر بأصواتنا آمالنا، وليعلُ صوت الموسيقى علنا نقدم ولو ذرّة أمل ومساحة تعبير بالصوت والكلمة.