دور الأم في علاج الخوف من المدرسة للمراهقين يكلل بالنجاح عندما تكون القدوة الحسنة لهم

دور الأم في علاج الخوف من المدرسة للمراهقين.. تقديم الدعم النفسي والعاطفي ليس كل شيء

ريهام كامل

يعد الخوف من المدرسة من التحديات النفسية التي يعاني منها المراهقين في مراحلهم الدراسية المختلفة، وهو أمر يحتاج إلى الحكمة واتخاذ الحيطة والحذر عند التعامل معه، ولا شك أن للأهل وبخاصة الأم دور كبير في علاج هذه المشكلة إذ تلعب الأم دورًا محوريًا في علاج الخوف من المدرسة للمراهقين من خلال توفير الدعم العاطفي والنفسي والاطمئنان اللازمين لهم.

كما أن هذه المرحلة الحرجة من حياة الطفل تتطلب توجيهًا ورعاية خاصة لمساعدته في التغلب على مخاوفه وتعزيز ثقته بنفسه، مما يساعده على مواصلة رحلته التعليمية بنجاح. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل دور الأم في علاج الخوف من المدرسة للمراهقين وخطوات نحو بث الطمأنينة والراحة النفسية من خلال التعرف أكثر عن الخوف من المدرسة، وأسبابه، وسبل العلاج.

دور الأم في علاج الخوف من المدرسة للمراهقين لا يقف عند تقديم الدعم العاطفي فقط

ما هو الخوف من المدرسة؟

الخوف من المدرسة، أو ما يُعرف بـ "رهبة المدرسة"، هو شعور قوي بالقلق والخوف المرتبط بالذهاب إلى المدرسة. يتسبب هذا الشعور في معاناة الأطفال والمراهقين من مشكلات نفسية وجسدية قد تؤثر على الأداء الأكاديمي لهم وليس ذلك فحسب فقد تمتد الآثار السلبية لهذا الأمر حتى تشمل تأثيرات سلبية عميقة المدى على علاقاتهم الاجتماعية. ويظهر الخوف من المدرسة بأشكال متعددة لدى المراهقين، مثل الخوف من المعلمين، الخوف من الامتحانات، الخوف من التنمر، أو حتى الخوف من الفشل الأكاديمي، وكلها مشاعر سلبية يجب مساعدته على التخلص منها في أسرع وقت قبل أن تتمكن من حياته أكثر وأكثر.

ما هي أسباب الخوف من المدرسة لدى المراهقين؟

قبل التطرق لدور الأم في علاج الخوف من المدرسة للمراهقين، أود أن أذكر الأسباب والعوامل التي تؤدي إليه والتي من أبرزها ما يلي بحسب الخبراء المعنيين في هذا المجال:

  • التنمر: يُعد التنمر أحد أكثر الأسباب الشائعة التي تدفع المراهقين للشعور بالخوف من المدرسة. فقد يتعرض المراهق لسخرية أو اعتداءات لفظية أو جسدية، مما يجعله يخشى الذهاب إلى المدرسة، ويظهر ذلك في رفضه التام لها.
  • ضعف الثقة بالنفس: قلة الثقة بالنفس تؤدي إلى شعور المراهق بالخوف من الفشل الأكاديمي أو من عدم القدرة على التأقلم مع زملائه. وقد يعوقه ذلك عن محاربة الخوف المدرسي.
  • وجود مشكلات أكاديمية تحتاج إلى علاج: مثل صعوبات التعلم أو صعوبة فهم المواد الدراسية أو  ظهور تحديات أكاديمية قد تزيد من الخوف المدرسي ومشاعر القلق لدى المراهق.
  • التغيير في البيئة المدرسية: في حالات عديدة يعود الخوف المدرسي إلى الانتقال إلى مدرسة جديدة أو تغيير الفصول الدراسية إذ يعتبر ذلك أمرًا مرهقًا نفسيًا للمراهق، ويزيد من مخاوفه.
  • الضغط الأسري: تساهم التوقعات العالية من قبل الأهل إلى زيادة الضغط النفسي على المراهق، والنتيجة سلبية للغاية وهي زيادة مشاعر الخوف من المدرسة للمراهقين.

دور الأم في علاج الخوف من المدرسة للمراهقين

تلعب الأم دورًا لا يمكن أن يستهان به في معالجة الخوف من المدرسة لدى المراهقين من خلال توفير الدعم النفسي والعاطفي اللازم لهم، والأخذ بيدهم حتى يتحقق أمانهم ويستطيعون التغلب على مشاعر الخوف المدرسي التي تفسد عليهم فرحتهم بالعودة إلى المدارس.

وهذه أبزر الخطوات الفعالة التي تجسد دور الأم في علاج الخوف من المدرسة للمراهقين:

  • الانصات بدقة

تُعد مهارة الانصات من أهم الأدوات التي يمكن أن تستخدمها الأم لمعرفة مشاعر ابنها المراهق وفهم مخاوفه. إذ أن يجب أن تُظهر الأم اهتمامها بمشاعر الطفل وأن تعطيه الفرصة للتعبير عن نفسه دون إصدار أحكام أو توجيه لوم. كما أن الاستماع بتمعن وإظهار التعاطف يعزز من شعور الطفل بالأمان ويزيد من ثقته في الإفصاح عن مشكلاته.

  • توفير بيئة داعمة وآمنة

يجب أن يكون المنزل ملاذًا آمنًا يشعر فيه المراهق بالراحة والطمأنينة. لذلك يقع على الأم عبء توفير بيئة منزلية هادئة وخالية من التوتر لأن ذلك يساعده على الاسترخاء، ويعزز من قدرته على التخلص من الضغوط التي قد يواجهها في المدرسة والتي قد تكون سببًا رئيسيًا في شعوره بالخوف المدرسي. كما يجب على الأم تقديم الدعم والتشجيع المستمرله، وتحفيزه على التحدث عن يومه الدراسي وتجاربه. وذلك من خلال تكوين علاقة صداقة قوية معاه لكي تكون أول من يعلم بمجريات الأمور معه داخل المدرسة، ولتضع يدها بسهولة على أسباب الخوف من المدرسة لديه.

  • تعزيز الثقة بالنفس

الثقة بالنفس هي الحل الجذري في التغلب على مشكلة الخوف من المدرسة للمراهقين إذ يمكن للأم تعزيز ثقة المراهق بنفسه من خلال تشجيعه على تطوير مهاراته وإبراز نقاط قوته. كذلك، يجب على عليها تقديم الثناء على الجهود التي يبذلها، ومدحها على ذلك قبل ظهور النتائج. لأن في ذلك تحفيزًا شديدًا له ومن ثم تعزيز ثقته بنفسه والنتيجة عزمه هو أيضًا على مواجهة الخوف من المدرسة.

  • تشجيع الحوار المفتوح

يساهم الحوار المفتوح بين الأم والمراهق في علاج الخوف من المدرسة إذ يُعد من الخطوات الأساسية التي تبدي نفعًا كبيرًا في ذلك الأمر، لذا يجب أن تشجع الأم ابنها المراهق على الحديث عن مشاعره من خلال حثه على الفضفضة ليكون من السهل عليها تقديم الدعم والمشورة المناسبة لهم. كما أن الحوار المفتوح يعزز من فهم الأم للمشكلات التي يواجهها الطفل، ويجعلها مستعدة دائمًأ لمواجهة أي تحديات يوجهها ابنها المراهق مع قدرتها على تقديم حلول فعالة له، ومساعدته على تجاوز المشكلات.

  • التعاون مع المدرسة والمعلمين

هنا يتجلي دور الأم في علاج الخوف من المدرسة للمراهقين بوضوح إذ يعد التعاون بين الأم والمعلمين والمدرسة خطوة هامة في علاج الخوف المدرسي. لذا يجب على الأم أن تكون على تواصل مستمر مع المعلمين لمعرفة مستوى الطفل الأكاديمي والاجتماعي، والعمل معًا على حل المشكلات التي قد تؤدي إلى الخوف. لأن التنسيق الدائم بين الأم والمدرسة وتضافر جهودهما معًا يساهم في خلق بيئة تعليمية صحية ومناسبة للمراهق ومن ثم علاج الخوف من المدرسة لديه.

  • تعليمه تقنيات الاسترخاء والهدوء

يمكن للأم مساعدة ابنها المراهق على فهم تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق، التأمل، أو ممارسة اليوغا، وتحفيزه على ممارستها باعتبارها أحد أهم الوسائل سريعة المفعول في تقليل وطأة المشاعر السلبية المترتبة على القلق والتوتر من خلال تحقيق هدوئه واسترخائه، كما أن هذه التقنيات تُعزز من قدرته على التحكم في مشاعره ومن ثم السيطرة على مشاعر الخوف التي تنتابه حيال المدرسة.

  • القدوة

يجب أن تحرص الأم على أن تكون قدوة حسنة في حياة ابنها المراهق في مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهها خلال مسيرة الحياة. كما يجب أن تُظهر الأم قوة الصبر والإصرار عند مواجهة مواقف صعبة ليتعلم منها الطفل سبل المواجهة السليمة لها، مما يلهمه على التعامل مع مخاوفه بشجاعة وثقة ومن ثم تعزيز قدرته على مواجهة الخوف من المدرسة.

  • دعم الأنشطة الاجتماعية

يجب على الأم دعم الأنشطة الاجتماعية مثل الرياضة أو الانضمام إلى النوادي بقوة لأن ذلك سيساهم وبشكل كبير في تعزيز الثقة بالنفس وتطوير المهارات الاجتماعية لدى المراهق. لأنها تتيح للمراهق فرصة للتفاعل مع أقرانه في بيئة مريحة وآمنة، مما يقلل من مشاعر العزلة والخوف المدرسي لديه.

  • تشجيعه على الانخراط في النشاطات المدرسية

يعد تشجيع المراهق على المشاركة في الأنشطة المدرسية والفعاليات أمرًا إيجابيًا للغاية لأنه يعزز من شعوره بالانتماء للمدرسة. كما أن تحفيزع على بناء علاقات إيجابية مع الزملاء والمعلمين له أن يساهم في تحسين تجربة المدرسة بشكل عام ومن ثم تحقيق نجاحه شيئًا فشيئًا على التغلب على الخوف المدرسي.

  • استشارة المختصين

إذا لم تجدي المحاولات السابقة نفعًا يُذكر، وإذا لم تُعالج مشاعر الخوف من المدرسة، وبدأت في الزيادة لدى المراهق، يجب على الأم استشارة المختصين على الفور وطلب المساعدة لكي لا تتفاقم الأمور، ولكي لا يحدث ما لا يحمد عقباه.

دور الأم في علاج الخوف من المدرسة للمراهقين يتمثل في الانصات لهم بعناية

خطوات هامة لبث الطمأنينة لدى المراهقين

واستكمالًا لدور الأم في علاج الخوف من المدرسة للمراهقين يجب البدء باتخاذ الخطوات التالية:

  • وضع روتين يومي منتظم يعزز من شعور المراهق بالاستقرار والأمان. ويجب أن يتضمن الروتين وقتًا للدراسة، وقتًا للنوم، ووقتًا للأنشطة الترفيهية، مما يساعد في تحقيق توازن صحي.
  • تقديم الدعم الإيجابي باستمرار يُشعر المراهق بأنه مقدر ومحفز. لذا يجب على الأم تقديم الدعم النفسي والمعنوي بشكل مستمر، وتعزيز الجوانب الإيجابية في شخصية المراهق وسلوكه.
  • تجنب النقد المستمر واللاذع إذ يمكن أن يزيد من شعور المراهق بالخوف والقلق. ولذا يجب أن تحرص الأم على تقديم النقد البناء بطريقة تشجيعية، وتحفيز الطفل على تطوير نفسه دون الإضرار بثقته بنفسه.
  • تشجيع المراهق على ممارسة الهوايات والأنشطة المفضلة عنده والمحببة لديه إذ يساهم ذلك في تقليل التوتر وتعزيز الثقة بالنفس. كما يمكن للأم تشجيع المراهق على ممارسة هواياته المفضلة كالرسم، القراءة، الرياضة، أو الموسيقى، مما يسهم في تحسين مزاجه وتقليل مشاعر الخوف.
  • تخصيص لتعزيز التواصل من المراهق بما يعزز من شعوره بالأمان والانتماء. ولا يجب أن تنسى الأم أهمية احتضانه واحتوائه في تخطي مشاعر الخوف من المدرسة وبث الطمأنينة في قلبه. فمن مثل الأم يمكن أن يكون واحة للأمان!

خلاصة القول:

إن دور الأم في علاج الخوف من المدرسة للمراهقين يبدأ بتقديم الدعم العاطفي والنفسي اللازم لتخفيف مشاعر الخوف وتعزيز الثقة بالنفس من خلال الانصات، وتوفير بيئة داعمة، وتشجيع الحوار المفتوح، والتعاون مع المدرسة، وتعليم تقنيات الاسترخاء، كما يمكن للأم أن تساعد المراهق في التغلب على مخاوفه وتحقيق نجاحه الأكاديمي والاجتماعي وبث الطمأنينة في قلبه بتطبيق هذه الخطوات بعناية يمكنه من مواجهة تحديات الحياة بثقة وطمأنينة فائقة