سرطان الثدي يصيب واحدة من كل ثمان نساء
يتخطى سرطان الثدي حدود اعتباره مجرد مرض تُصاب به مشاهير العالم من أمثال أنجلينا جولي، ولا ينحصر تأثيره على النساء في الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا، حيث يمكن أن يُصاب به أي شخص في أي مكان. وفي الحقيقة، تقع 85% من حالات الإصابة بسرطان الثدي عند النساء اللواتي لا يمتلكن أيَ عامل وراثي للإصابة بهذا المرض. وهو بالضبط السبب الذي يدفعنا لاعتبار التوعية بالمرض والكشف المبكر من العوامل الرئيسية للحد من تأثيراته.
وخلال شهر أكتوبر من كل عام، يجتمع الناس حول العالم للتأكيد على أهمية التوعية بمرض سرطان الثدي، وتعزيز التزامهم بالحد من مخاطر هذا المرض عبر جمع الأموال وإجراء الأبحاث والتعاون لتوجيه رسالة إلى النساء في مختلف أنحاء العالم حيال أهمية الدور الذي يلعبه الكشف المبكر عن المرض في إنقاذ الحياة، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بشخص تحبه.
وتشير تقديرات ’منظمة الصحة العالمية‘ لعام 2013 إلى وفاة أكثر من 508 ألف امرأة بسبب سرطان الثدي خلال عام 2011، لكن أرقام الناجين هي التي تسترعي الإنتباه. وتفيد أرقام ’هيئة الصحة بدبي‘ أن سرطان الثدي سيصيب واحدةً من أصل 8 نساء. كما أظهرت الإحصائيات وجود حوالي 2.6 مليون ناجية من سرطان الثدي في العالم بمعدل 27% للحالات المتقدمة للمرض و98% عند اكتشاف المرض في مراحل مبكرة.
وفي هذا الصدد تقول الدكتورة شيفا هاريكريشنان، رئيسة قسم التوليد وأمراض النساء لدى مستشفى "ميديور 24×7" بدبي: "ترتفع مخاطر الإصابة بسرطان الثدي عند النساء اللواتي تخطينَ سن الأربعين. وتبرز العديد من عوامل الخطورة التي تجعل من النساء (وفي حالات نادرة، الرجال) عرضةً للإصابة بهذا النوع من السرطان. ومنها العمر، والمورثات، والعادات المرتبطة بأنماط الحياة كالنظام الغذائي وعدم ممارسة الرياضة وزيادة الوزن والتدخين والتعرَض للمواد الكيميائية والمركَبات المسرطنة، إلى جانب استخدام العلاج الهرموني وغيره من التأثيرات الهرمونية".
وتشتمل الأعراض التي تشير إلى وجود السرطان في الثدي/ الثديين على التغيرات التي تطرأ على مظهر الثدي، والكتل، وارتخاء الأنسجة في بعض مناطق الثدي ومن ضمنها الحلمتين، وظهور إفرازات الحلمتين، وغيرها من الحالات غير الطبيعية. ويمكن التعرف عادةً على هذه الأعراض عبر إجراء الفحص الذاتي، أو فحوصات الماموغرام الروتينية. وينبغي أن تقوم كل امرأة تتخطى سن الأربعين بإجراء فحوصات ذاتية للثدي، وتصوير الثدي سنوياً لمراقبة مثل هذه الأعراض.
أنواع سرطان الثدي
يبدأ هذا النوع من السرطان في خلايا الثدي كمجموعة من الخلايا السرطانية التي يمكن أن تنتشر وتنتقل إلى مناطق أخرى في الجسم. ويمكن أن يبدأ هذا السرطان، الذي قد يصيب أحد الثديين أو كلاهما، ضمن خلايا فصيصات غدة الثدي المسؤولة عن إنتاج الحليب أو خلايا القنوات التي تنقل الحليب من الفصيصات إلى الحلمة. ويُسمى السرطان الذي ينشأ من خلايا هذه القنوات بسرطان القنوات الذي يُعدَ واحداً من الأنواع الشائعة لسرطان الثدي، بينما يُسمى السرطان الناجم عن خلايا فصيصات غدة الثدي بالسرطان الفصيصي. وتتضمن قائمة الأنواع الأقل شيوعاً من سرطان الثدي كلاً من سرطان الثدي الإلتهابي، وسرطان الثدي اللبَي، وسرطان الثدي المختلط.