استراتيجيات ذكية في الطهي وعادات تناول الطعام لمستقبلٍ خالٍ من السكري

لمستقبل خالٍ من السكري: استراتيجياتٌ ذكية في الطهي وعادات تناول الطعام

جمانة الصباغ
21 نوفمبر 2023

في نسيج حياة العصر الحديث، ارتفع انتشار مرض السكري إلى مستوياتمقلقة؛ إذزادَ عدد الأشخاص المصابين بداء السكري من 108 ملايين في عام 1980 إلى 422 مليون في عام 2014. ويزداد انتشار داء السكري في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بوتيرة أسرع من وتيرة انتشاره في البلدان المرتفعة الدخل.

وقد تمَ إدراج 4 دول عربية في "منطقة الخطر"، في قائمة أكثر 10 دول حول العالم إصابة بمرض السكري. حيث جاءت الكويت في المركز الثاني عالميًا في نسب الإصابة بعد باكستان، وفقًا لتقرير من منظمة "Wise Voter"، المتخصصة في الأرقام والإحصاءات.ولفت التقرير إلى أن السكري ينتشر في المجتمع الكويتي بنسبة 24.9%، وذلك بسبب نمط الحياة اليومية الخاطئ للأشخاص هناك، فضلًا عن سوء التغذية.

اختيار كافة العناصر الغذائية الأساسية والطهي الصحي من استراتيجيات منع الإصابة بالسكري
اختيار كافة العناصر الغذائية الأساسية والطهي الصحي من استراتيجيات منع الإصابة بالسكري

فيما احتلت قطر المركز العاشر عالميًا، في نسبة الإصابة بمرض السكري، بنسبة 19.5%؛وجاءت المملكة العربية السعودية في المركز الـ14 بنسبة 18.7%. أما في دولة الإمارات العربية المتحدة، فكان لافتًا حسب تصريح الدكتور حسين الرند، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد لقطاع الصحة العامة لأحد الصحف المحلية؛ انخفاض النسبة العامة للإصابة بمرض السكري في الدولة، لتصبح 11.8 %، وفقاً للمسح الصحي الوطني 2018، بعد أن كانت النسبة 16.28 % في عام 2016.

كل هذه الأرقام، سواء الإيجابية منها أو السلبية، تستدعي تدخلًا سريعًا وحاسمًا لخفض معدلات الإصابة بالسكري خصوصًا في أعمار مبكرة. وفضلًا عن جهود الدول والحكومات في هذا الشأن، ينبغي علينا نحن كأفراد أيضًا، إيلاء هذا الموضوع أهمية قصوى، والبدء بتحسين نمط حياتنا لمحاربة داء السكري؛ الأمر الذي يستدعي نهجًا استباقيًا للاختيارات في الطهي وعادات تناول الطعام.

أثناء تجوالنا في أروقة محلات البقالة واتخاذ القرارات فيمطابخنا، يصبح التأثير على صحتنا عميقًا؛ خاصةً بالنسبة لأولئك الذينيعانون من الخطر أو يعيشون معمرض السكري. في هذا المقال، نستكشف مع الخبراء من Nabta Health Clinic؛بعض الاستراتيجيات المعتمدة التي تُعتبر بمثابة بوصلة لمستقبلٍ خالٍمنالسكري.

فهم مشهد داء السكري

للشروع في هذه الرحلة، من المهم فهم العلاقة المُعقدة بين اختيارات الطعاموالسكري. فهذا الداء هو اضطرابٌفي عمل الأيض، يتسم بارتفاع مستويات السكرفي الدم؛ وغالبًا ما يكون مؤثرًا بشكل كبير عن طريق النظام الغذائي ونمطالحياة. ويأتي السكري في أشكال متنوعة، مع النوع الثاني الذي يُعدالأكثر انتشارًا، والذي يرتبطبشكل وثيق بالعوامل النمطية.

تناول الطعام بوعي وهدوء يحميكِ من الإصابة بداء السكري
تناول الطعام بوعي وهدوء يحميكِ من الإصابة بداء السكري

قوة الاختيارات الغذائية الغنية بالعناصر الغذائية

تُشكَل الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية المهمة، ركيزة نظام غذائي صديق للسكري. فاختيار الحبوب الكاملة والبروتيناتالخالية من الدهون ومجموعة منالخضروات مثلً، لا يضيف إلى الوجبات الحيوية فحسب؛بل إنه يُوفر أيضًا العناصرالغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم دون التسبب في ذروة سريعة بمستويات السكر في الدم.ويؤكد أخصائيو التغذية المشهورون حول العالم، على أهمية إنشاء أطباق تكون غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن لتعزيز الرفاه العام.

تحقيق التوازن في استهلاك الكربوهيدرات: القاعدة الذهبية

تلعب الكربوهيدرات دورًا حيويًا في إدارة مستويات السكر في الدم. وعادةً ما يُروجالخبراء إلى نهج غذائي متوازن لاستهلاك الكربوهيدرات، مع التأكيد علىتناول الكربوهيدرات المُعقدة بدلًا من الكربوهيدرات البسيطة. وبفضل ذلك الاختيار، يصبح التحكم في الحصص مبدأً للحبوب الكاملة والبقوليات والخضروات؛ بينما يتم التحكم في استهلاكالسكريات المُكرَرة والأطعمة المصنعةبوجه خاص، ما يضمن تحقيق توازن هرموني يُعزَز استقرار مستوياتالسكرفي الدم.

إبداع الطهي: إعادة تصوير الوجبات اللذيذة

أحد الأفكار الخاطئة حول إدارة السكري، هو أنها تعني وجبات بلا طعموروح. ومع ذلك، يمكن للإبداع في الطهيأن يزدهر داخل حدود نظام غذائيصديق للسكري. يشجع الطهاة وأخصائيو التغذية الشهيرين تجربة الطهيمعإضافة الأعشاب والتوابل، لرفع مستوى نكهة الأطباق دون الاعتماد على كمياتكبيرة من الملح أو السكر. منالتتبيلات الحمضية إلى مزج التوابلالعطرية، لديكِ شريحةٌ واسعة من الاحتمالات.

استراتيجيات ذكية في الطهي وعادات تناول الطعام لمستقبلٍ خالٍ من السكري-رئيسية واولى
استراتيجيات ذكية في الطهي وعادات تناول الطعام لمستقبلٍ خالٍ من السكري

تقنيات الطهي الذكية لرفاهية السكري

يمكن أن تكون طريقة التحضير مهمةٌ بنفس قدر الأهمية من المكونات ذاتها. إذ أنتقنيات الطهي الصحية، مثل الشواء والبخار والشوي، تساعد في الحفاظعلى العناصر الغذائية مع الحد الأدنى من الحاجة إلى الدهون الإضافية. وفي هذه الناحية، يُشدد الخبراء على أهمية إضافة الدهون الصحية للقلب، مثل تلك الموجودةفي الأفوكادو وزيتالزيتون، في عملية الطهي؛ لتعزيز النكهة والشبع دونالمساس بالصحة.

دور تناول الطعام بوعي

في عالم يُشجع غالبًا على تناول الطعام بوتيرة سريعة، يصبح تبنَي تقنياتتناول الطعام بوعي ممارسةً تحولية لإدارة مرض السكري. إن تقسيم كل لقمة،والتعرف علىعلامات الجوع والشبع، وزرع نهج واعٍ تجاه الوجبات؛ كلها نقاط تُسهمفي تحسين التحكم بمستويات السكر في الدم. لذا ينصح الخبراء مرضى السكري بالبطء أثناء الأكل ،والاستمتاع بتجربة الطعام بشكل حسي، وتعزيز الرابطة الأعمق مع الطعام الموجود في الأطباق.

توجيهٌ نحو مستقبل خالٍ من السكري

بينما نستكشف مجال اختيارات الطهي وعادات تناول الطعام، يصبح واضحًاأن الطريق إلى مستقبل خالٍ من السكري مليءٌ بالقرارات المستنيرةوالممارسات الواعية. ومن خلال اعتماد الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية،تحقيق توازن في استهلاك الكربوهيدرات، إطلاق الإبداع الطهي، وتبنَيتقنيات الطهي الذكية؛ يمكن لأفراد المجتمع أن يبدؤوا في رحلتهم نحو صحة أفضل.جهود الجميع لدمج هذه الاستراتيجيات المعتمدة من الخبراء في حياتنااليومية، يمكن أن تعيد تعريف السرد المحيط بمرض السكري، وتُعزز فيالنهاية مستقبلًا أكثر صحة وحيوية، والأهم: خالي من السكري.