في يوم البصر العالمي: كيف تحافظين على صحة عينيكِ؟
تُعتبر حاسة البصر من أهم الحواس الحيوية، وهي تُتيح لنا التفاعل مع العالم المحيط بنا. وعند تعرَضها للضرر، تؤثر بشكلٍ عميق على جودة حياة المصاب، كما تُعيق أداء مهامه اليومية وتفاعله الاجتماعي. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وجود نحو 2.7 مليار شخص حول العالم مُصاب بنوعٍ من ضعف البصر.
لنشر الوعي حول هذه المشكلة الهامة، يحتفل العالم سنويًا بيوم البصر العالمي في ثاني خميس من شهر أكتوبر، لنشر الوعي عالميًا حول أهمية صحة العين. وهذا العام، يأتي يوم البصر العالمي في 10 أكتوبر. ويعمل مستشفى مورفيلدز للعيون أبوظبي، جزء من مجموعة M42، وبإمكاناتٍ عالية على توفير رعاية صحة العيون، والالتزام بحماية صحة البصر في المجتمع ونشر الوعي حول مشاكل العمى التي يمكن الوقاية منها.
في إطار حرصه على حماية البصر بخطواتٍ بسيطة وقابلة للتطبيق، يقدَم الدكتور إسماعيل أربابي، استشاري طب العيون في مستشفى مورفيلدز للعيون أبوظبي، 5 نصائح للحفاظ على صحة أعيننا، اليوم وكل يوم. فإذا كنتِ مهتمةً عزيزتي بتقوية عينيكِ والحفاظ على سلامتهما من التعب والمرض، ما عليك سوى متابعة القراءة هنا..
نصائح لتحسين صحة العينين
بحسب الدكتور أربابي، يُذكَرنا اليوم العالمي للبصر بأن قدرتنا على الرؤية نعمةٌ لا تُقدَر بثمن؛ إلا أنها غالباً لا تحظى بما يكفي من الاهتمام. ويدعو شعار هذا العام "أحب عينيك" الجميع لوضع صحة أعينهم على رأس قائمة الأولويات في حياتهم اليومية. "فرسالتنا هي ضمان وصول كل شخصٍ لرعاية العين التي يحتاجها. ومعاً، يمكننا مكافحة مشاكل العمى التي يمكن الوقاية منها، ودعم أفراد المجتمع للحفاظ على بصرهم" حسبما أفادنا الدكتور أربابي.
والنصائح البسيطة إنما الفعالة لتحسين صحة العينين، تتمثل في النقاط الخمس التالية:
- الفحوص الدورية: تُعتبر فحوصات العين الدورية خطوةً هامة لاكتشاف العلامات المُبكرة لمشاكل الرؤية. لذلك يُوصى بتحديد موعدٍ لإجراء فحصٍ شامل للعين كل عام إلى عامين؛ خاصةً إذا كان لدى الشخص تاريخٌ عائلي لأمراض العيون، أو إذا كان عمره أكثر من 40 عامًا. حيث يمكن أن تكون بعض أمراض العيون، مثل الجلوكوما (الماء الأزرق) والضمور البقعي المرتبط بالعمر، وراثية.
- حماية العينين: يزيد التعرض المفرط لأشعة الشمس من مخاطر الإصابة بإعتام عدسة العين والضمور البقعي. لذلك يجب اختيار نظاراتٍ شمسية قادرة على حجب 100% من الأشعة فوق البنفسجية الطويلة والمتوسطة لحماية العينين من الأشعة الضارة. كما أن الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلًا، هو أمرٌ أساسي للحفاظ على صحة العينين.
- تناول الغذاء الصحي: يلعب النظامالغذائي دورًا هامًا في تعزيز صحة العينين، حيث يمكن للأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية واللوتين والزنك وفيتاميني سي وإي، أن تساعد في الحماية من مشاكل الرؤية المرتبطة بالعمر. لذلك يُنصح بإضافة الخضروات الورقية والأسماك الدهنية والمكسرات والفواكه الحمضية ضمن الوجبات.
- اتبًاع العادات الصحية: يؤثر التدخين بشكلٍ كبير على العينين، ويزيد من خطر الإصابة بإعتام عدسة العين، والضمور البقعي، وتلف العصب البصري. لذلك فإن الإقلاع عن التدخين هو أحد الخطوات الهامة التي يمكن اتخاذها لحماية صحة البصر والصحة عمومًا. كما أن جفاف العينين يمكن أن يُسبَب الانزعاج وعدم وضوح الرؤية، لذا عليكِ التأكد من شرب الكثير من الماء، للحفاظ على رطوبة الجسم ومنع تهيَج العين.
- أخذ استراحة من الشاشات: يُسبَب التعرض المفرط للشاشات بأنواعها إجهاد العينين. لذلك يُوصى باتباع قاعدة 20-20-20، أي النظر إلى شيءٍ بعيد نحو 20 قدم كل 20 دقيقة، بعيدًا عن الشاشة لمدة لا تقل عن 20 ثانية. ويساعد ذلك في الحد من إجهاد العينين كما يحافظ على عافيتهما.
5 تغييرات بسيطة في نمط الحياة.. تساعد على تحسين البصر
أشارت صحيفةTimes of Indiaإلى أن بعض أعراض ضعف البصر، تتضمن الرؤية الضبابية، والتي غالبًا ما تزداد سوءًا في الضوء الساطع وصعوبة التعرف على الوجوه؛ فضلًا عن احمرار العينين وحكة العيون والصداع المتكرر. وهو ما يُشعرنا بالقلق حول صحة أعيننا والخوف من الإصابة بالعمى على المدى الطويل.
لكن ذلك ليس ممكنًا إلا في حالتين فقط: الأولى تتمثل في عدم علاج مشكلة ضعف البصر؛ والثانية تتعلق ببعض الممارسات الحياتية الخاطئة مثل سوء التغذية وقلة النوم والإفراط في استخدام الشاشات.
وعليه يساعد إحداث بعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة، على تعزيز وتحسين صحة العينين وحمايتها من الضعف والعمى. وقد نقل موقع "العربية.نت"هذه التغييرات كما أوردها موقع Times of India على النحو الآتي:
- القيام بتمارين العين: ما يُميَز هذه التمارين، هو قدرتها على تقوية عضلات العين الضعيفة، وذلك من خلال تعزيز الدورة الدموية فيها. حيث وأنه ومثل العضلات الأخرى، تحتاج عضلات العين أيضًا إلى التقوية للوصول إلى رؤيةٍ سليمةوحادة.
بعض تمارين العين مثل تتبَع الرقم 8 الأفقي الخيالي بالعينين، وتحريك العينين في اتجاه عقارب الساعة والنظر إلى الأشياء البعيدة، يمكنها المساعدة في تقوية عضلات العين وتقليل إجهاد العين. ويُعدَ القيام بهذه التمارين أمرًا بالغ الأهمية للأشخاص الذين يقضون وقتًا طويلًا في العمل والتحديق بشاشات الكمبيوتر والجوال.
- ممارسة التمارين الرياضية: من الضروري العلم أن التمارين الرياضية ليست حكرًا على التخسيس وتقوية اللياقة البدنية، وإنما تمتد فوائدها لتصل إلى صحة البصر. إذ تساعد التمارين المنتظمة في تعزيز تدفق الأكسجين والمواد المُغذية إلى العينين، بصرف النظر عن أجزاء الجسم الأخرى. كما يمكن أن تساعد التمارين الرياضية في إدارة ضغط الدم، وبالتالي الحفاظ على صحة العين الجيدة.
- التغييرات الغذائية: كما أفادنا الدكتور أربابي من مستشفى مورفيلدز للعيون أبوظبي، فإن إدخال بعض الأطعمة خاصةً تلك الغنية بفيتامينات أ وإي، إضافةً إلى الخضروات الورقية والجزر والحمضيات والأسماك وغيرها، يُسهم في الحفاظ على صحة وجودة البصر.
- تقليل وقت الشاشة: في الوقت الذي كنتُ أعمل فيه على كتابة هذه المقالة، حاولتُ قدر الإمكان تطبيق بعضًا من النصائح القيَمة التي أتطرقُ إليها هنا؛ ومنها تقليل وقت الشاشة وأخذ فترات استراحة من العمل أمام شاشة اللابتوب، كذلك الأمر بالنسبة لوقت تصفح مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها على الجوال.
لماذا؟ لأن الاستخدام المفرط لهذه الوسائل، يمكن أن يُضعف صحة البصر. لذا لا تتواني عزيزتي عن تقليل وقت الشاشة قدر الإمكان، أو أخذ فتراتٍ من الراحة من التحديق بها كل بضعة دقائق.
- إصلاح الإضاءة: من أكثر الأسباب وراء إجهاد العينين، تكون الإضاءة السيئة مثل الضوء الخافت جدًا، أو الاكتفاء بضوء الشاشة من الكمبيوتر أو الهاتف. لذا تأكدي عزيزتي من إضفاء إضاءةٍ مناسبة على كافة الغرف وحيث تعملين، بحيث لا تكون إضاءةً ضعيفة أو قوية وقاسية يمكن أن تؤدي إلى إجهاد العين أو عدم وضوح الرؤية.
خلاصة القول؛ أن صحة البصر جزءٌ لا يتجزأ من الصحة العامة ككل. ويأتي يوم الإبصار العالمي هذا العام، ليُذكّرنا بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية التي تحمي صحة أعيننا من الضعف والمرض. فلا تترددي عزيزتي في تطبيق كافة النصائح الطبية والصحية التي أوردناها في مقالتنا اليوم، كي تنعمي بصحة بصرٍ جيدة ومستدامة.